الأربعاء، ٣ ديسمبر ٢٠٠٨

مناظر من الشارع (२)





نساء متشحات بالسواد
يقفن أو يجلسن بحسب المساحة التي يوفرها الظل

هناك .....................................

حيث باب احد المسئولين

في البداية
لم أربط بين بيت المسئول وبين جلوسهن
كنت استغربه لكني أنسى بمجرد مروري بجانبهن
لأعود لأفكاري

هناك ..................

حيث البيت محاط من الجهات الأربع بالعسكر وبالسيارات التابعة للشرطة و النجدة وحتى المرور
حيث تم إغلاق الشارع الفرعي وأخذ نصف الشارع الرئيسي
لأننا في بلدنا تغلق الشوارع حتى يطمئن أبن مسئول وينام هانئا

كل إنجازه
انه ابن المسئول فقط وهذا هنا شيء يستحق لأجله الكثير الكثير مما تتخيلون ومما لا تتخيلون

بعيداً عن هذا
وأنا أمر مع أختي في طريقنا للبيت
استوقفتنا أمراءه الشقاء يبدوا عليها
وكمية من التراب العالق بسوادها نتيجة الجلوس على باب مسئولنا
أرادت أن اكتب لها رسالة استعطاف لمسئولنا العظيم حتى يرحم ابنتها ويأمر بمساعدة
وقعت في يده يوم ولادته
وحرمت منها يوم تولي أبيه
حاولت أختي التهرب من ذلك بنصيحتها بالذهاب إلى مكتب قريب لكنها أصرت بأنها تمتلك ورقة وقلم
ولن نستغرق الكثير
قلت لها أعطيني الورقة سأكتب لكي ما تريدين؟
شعرت بأنه واجب علي لأني املك مالا تملكه
ضاعت في ملفها الكبير الذي تحمل فيه أدلة عجزها وفقرها والذي يحمل حلما في مساعدته
تبحث عن ورقة
كانت تمليني رسالتها باللغة التعزية العامية
كتبت ما أرادت واستفسرت عن حال ابنتها التي تملك طفلين وزوج لا يعيلها
أصرت أن اكتب اسم ابنتها الخماسي أو السداسي

وكأنه سيهتم!!!!!!!!!!!!!!!!

واهتمت أن أكتب رتبته التي منحت له بقدرة قادر نعرفه جميعنا
أكملت ألكتابه وأعطيتها الورقة
ذهبت إلى أمام البيت فالطريق طويل حتى تصل ورقتها
فالعسكر هناك من ريحه المسئول وبالتالي
فالتعالي والاستخفاف شيء لابد منه لدى مسئولينا وعسكرهم

منظر ملئني بالحزن
لم استطع سوى الدعاء لها
وتمنيت ألا أقف يوما مستجدية رحمة أو شفقة من احد

هناك تعليق واحد:

نبيهة القادري يقول...

مدونه رائعه . نتمنى لك المزيد من
التقدم .
nalqadri.blogspot.com